الثورة المضادةرئيسي

الاستهدافات المُبرمجة للمؤسسات التونسية تصل إلى الاتحاد العام للشغل

وصلت الاستهدافات المُبرمجة للمؤسسات التونسية التي شملت شخصيات المعارضة فالأحزاب إلى الاتحاد العام للشغل في البلاد الذي يتعرض إلى تضييق وحملة تشويه متصاعدة.

وبرز قبل يومين تنظّيم أنصار “الحزب الدستوري الحرّ” الذي تقوده عبير موسي احتجاجاً أمام نقابة الصحافيين التونسيين في العاصمة، توجهوا إلى مقر “اتحاد الشغل”، غير بعيد عن مقر النقابة، في حركة فاجأت الكثيرين.

ودان اتحاد الشغل هذا الاعتداء، وندّد في بيان بـ”الشعارات التي رفعتها هذه العصابة الدستورية ضدّ المنظمة وقيادتها”.

وتزامن اعتداء “الدستوري الحرّ”، بالصدفة ربما، مع تلميحات صدرت عن الرئيس قيس سعيّد قبل يوم، حيث قال بيان للرئاسة إنه شدّد في اجتماع “على ضرورة حياد الإدارة وعدم توظيفها لخدمة أي جهة مهما كانت طبيعتها”، وهو ما اعتبره كثيرون رسالة غير مباشرة للاتحاد.

ويرى مراقبون أن هذا الاستهداف كان متوقعاً، فقد سبقته موجة من ملاحقة نقابيين، والأكيد أن أخرى ستليها قريباً، فلم يعد اليوم من حقّ التونسيين الاعتراض أو المطالبة بحقوق نقابية، لأن ذلك تعطيل للإنتاج وهو طبعاً ضدّ الخط الوطني ومعركة التحرير والتعويل على الذات الذي يدعو إليه سعيّد.

وبحسب المراقبين فإن سلطة الاستبداد التابعة لقيس سعيد لن تقبل مطلقاً أن تكون أي جهة معارضة، اجتماعياً أو سياسياً أو اقتصادياً، أو حتى ثقافياً.

وتريد سلطة قيس سعيد أن تكون في طريق مفتوح يمكّنها من صياغة وتنفيذ أي مشروع دون أدنى معارضة، وقد هددت الاتحاد بوضوح بالتعامل مع نقابات أخرى، وعدم تنفيذ اتفاقات سابقة، ولاحقت النقابيين.

وسبق أن أعلن سعيّد بوضوح أيضاً رفضه مبادرة الحوار التي أطلقها اتحاد الشغل في محاولة للخروج من الأزمة الداخلية المستمرة منذ عامين.

ويؤكد مراقبون أن على الاتحاد أن يقرّر اليوم موقعه، وأن يحدد معركته بشكل حاسم، فقد استمر تردده مدة طويلة وهو يستقرئ الأحداث وطبيعة الصراع السياسي في البلاد.

وبما أن المشهد أصبح واضحاً في تونس، فربما يكون الخط الثالث الذي كان يبحث عنه الاتحاد غير متاح حالياً، لأن غالبية المشهد الحزبي حسمت أمرها بخصوص الصراع، ونجح سعيّد في تجميعها ضده على مستوى الموقف.

وربما لن يكون الوقت في صالح اتحاد الشغل، الذي سيبقى رغم كل شيء عصياً على محاولة هدمه، وقد بقي على قيد الحياة رقماً مهماً على الرغم من كل المكائد التي حيكت ضده على امتداد عشرات السنين، وعلى الرغم من أخطاء قياداته أيضاً في بعض هذه المراحل.

أما شماتة البعض في الاتحاد العام للشغل اليوم، فتوضع طبعاً في باب التقديرات السياسية الخاطئة وتصفية الحسابات العاطفية التي لن تقود إلا إلى الخراب العام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق