قيس سعيد يخسر رهانه مجددا ومقاطعة الانتخابات تؤكد رفضه شعبيا

خسر رئيس الجمهورية قيس سعيد رهانه مجددا في وقت أكدت مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية على رفضه شعبيا ومناهضة مشروعه لتكريس الحكم الفردي والاستبدادي.
وراهن قيس سعيد على ارتفاع نسبة المشاركة على عكس ما حدث في الدور الأول (بلغت نسبتها رسمياً 11.22%) في ظل مقاطعة حزبية واسعة النطاق للانتخابات.
وعولت أحزاب المعارضة على استمرار المقاطعة لإثبات حجم التراجع الذي وصلت إليه شعبية الرئيس التونسي منذ إجراءاته الاستثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021، التي تصاعدت تباعاً لتنتقل من استهداف المؤسسات إلى استهداف المعارضين عبر القضاء العسكري والمدني.
واتجهت الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية التونسية، الأحد، لتكرار نسبة المشاركة المنخفضة التي شهدتها الجولة الأولى في ديسمبر، حيث لم تتجاوز 11.3 في المئة بحسب نتائج أعلنتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وأدلى 887.638 شخصا بأصواتهم من مجموع 7.8 ملايين ناخب مسجلين ما نسبته 11.15%، بعد وقت وجيز من إغلاق صناديق الاقتراع، على ما أفاد رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحفي.
وأشار بوعسكر، إلى أنّ “هذه الأرقام رسمية بهامش خطأ صغير، وسيتم تقديم النتائج الدقيقة بعد الاطلاع على كل المحاضر، في كل مكاتب الاقتراع”.
يذكر أن الدور الأول من الانتخابات التي تمت في 17 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، سجل مشاركة 1,025,418 ناخباً، بنسبة 11.22%.
ولم تتحسن نسبة المشاركة، على الرغم من أن مسؤولي الهيئة كانوا متفائلين بإمكانية ارتفاعها إلى أكثر من 20%.
وكانت آخر إحصائية نشرتها الهيئة ذاتها، قبل 3 ساعات على إغلاق المراكز الانتخابية، وقالت فيها إنّ عدد المشاركين بلغ 606,731 مصوتاً؛ أي ما نسبته 7.73%.
وقال رئيس “منظمة مراقبون” سليم بوزيد، إنّ “هناك حجباً للأرقام من قبل رؤساء المكاتب على غير العادة”، مضيفاً أنّ “منظمة مراقبون كانت في السابق تطلع الرأي العام على النسب أولاً بأول، ولكن للأسف تم التكتم على الأرقام هذه المرة”، مؤكداً أنه “بالرغم من ذلك، سنوجد في المكاتب لمراقبة سير الانتخابات، وسيتم إطلاع الرأي العام على أي مخالفات سيتم رصدها”.
فيما ذكر عضو “مرصد شاهد”، سعيد المرابطي، إنّ “نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع ضعيفة جداً، وهي أقل من العادة (…) كما أنّ التعامل مع الملاحظين والإعلاميين لم يكن جيداً”، وبيّن أنه “إلى حدود منتصف النهار، لم تتجاوز المشاركة نسبة الـ5%، في حين يعتبر رئيس الهيئة أنه رقم جيد”.
وعزا منتقدو قيس سعيد مشاهد مراكز الاقتراع شبه الفارغة من الناخبين إلى استياء الرأي العام من سيطرته على سلطات واسعة منذ منتصف عام 2021.
وسبق أن عبرت أحزاب عديدة في تونس عن مواقف متقاربة من الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا، واعتبرتها لحظة فارقة في تاريخ انقلاب قيس سعيد.
ودعت تلك الأحزاب قيس سعيد إلى قراءة الحدث الجلل، وتغيير نظرته إلى المسار كله، كما ذهب بعض منها إلى أبعد من ذلك، حين دعته إلى الرحيل، بعد أن عبّر “الشعب” عن رفضه “منظومة 25 جويلية” (يوليو/ تموز) برمتها.